اصدقاء المدونه على فيس بوك

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

مطعم " التيتي" في نابلس.. تحفة جمعت شطري العالم في لوحة واحدة


تقرير : لما أبو زينة 
ما أن تمر في أزقة سوق الخان في مدينة نابلس حتى تتملكك الروعة، فبساطة المكان والأروقة الضيقة والأقواس المنعقدة في نهايتها ستعبر بك إلى ماضٍ بعيد لتصيبك نفحة الحنين للقدم يزيدها شغفا أصوات الباعة هناك ورائحة تمشقت أصالة المكان فبعثت في نفوس مرتاديه سحرا فاق سابقه، ومع كل هذا الجمال ستقودك قدماك حتما إلى هناك حيث اكتسب المكان من جماله روعة جذبت إليه كل من في نفسه لهفة الحنين لكل جميل تجسد في كل زاوية من زواياه وفي كل صورة شغلت حيزا من جدرانه الأربعة جمعت في مضمونها عالما كاملا في مكان واحد اختصره اسم "مطعم التيتي" منذ ما يقارب ال 120 عاماً.
أبو محمد -53 عاما- أورثه والده مطعم العائلة المسمى ب "مطعم التيتي" والذي أنشأه في فترة العهد العثماني وبذلك يزيد عمره عن ال 120 عاماَ، والذي يعتبر من أبرز سلسلة مطاعم عائلة التيتي في مدينة نابلس.
يقول أبو محمد " لقد نشأت في هذا المكان وكبرت إلى جانب والدي الذي غرس في نفسي حب هذا المطعم حتى أصبحت مسؤولا عنه بالكامل الآن".
ويضيف أبو محمد " تميزت عائلتنا بمطاعمها منذ القدم، فقد كان جدي أول من أنشئ  مطعما في ذلك الوقت ومن ثم امتد الأمر إلى سلسلة مطاعم تعاقب عليها أبناء العائلة ونحن الآن الجيل الثالث الذي يكمل ما بدأه أجدادنا ".
وعلى الرغم من قدم مطعم التيتي إلا أن ما أضافه له أبو محمد من لمسات جمالية فريدة من نوعها أضفت عليه طابعا خاصا جعل منه محط إعجاب  كل من يزوره حتى أصبح مقصد العديد من الشباب خصيصا.
وبعد أن وصفه باللوحة العالمية، يقول أبو محمد "إن فكرة الشكل الداخلي للمطعم كانت حلما بالنسبة لي فكرت كثيرا في جعل هذا المكان مميزا فجاءت لي الفكرة بأن أزين كل زاوية من زوايا المطعم بتحفة او صورة تمثل تراث كل دولة من دول العالم فكنت دائم الإطلاع على الكتب التي تحتوي على تراث البلدان الأخرى حتى أختار ما هو مناسب لأضعه في مطعمي لكي يصبح لوحة عالمية جميلة".
ويضيف أبو محمد" لم تكن مهمة الحصول على كل هذه الأشياء سهلة  فبعضها كنت أطلبه من خارج البلاد إن لم أجده هنا وبعضها حاولت أن أصنعه بنفسي وبعضها قمت بشرائه من بائعي الأنتيكا وهكذا حتى تمكنت بعد ما يقارب ال7 سنوات من نسج تلك اللوحة التي لطالما تمنيت صنعها".
فيما يصف أبو محمد الإقبال على مطعمه بالممتاز, ويقول " يأتي الزبائن إلى المطعم بشكل كبير كما أن هناك زبائن دائمين وكل من يأتي يعود مرة أخرى مصطحبا معه أشخاص آخرين, إضافة إلى السائحين الذين يأتون إلى هنا لتناول الطعام الفلسطيني الشعبي والتقاط الصور مبدين إعجابهم بالمطعم".
وعن السبب وراء إقبال الشباب بشكل كبير على المطعم، يقول أبو محمد " ما ألحظه هو إقبال الشباب حديثي السن إلى هنا بكثرة على الرغم من  التصاميم الحديثة للمطاعم الحالية التي تحتوي على ألوان وديكورات مختلفة لجذب الزبائن، لكن من الواضح أن الزيف الذي تحتويه المطاعم الحالية والتصنع بالتصميم وطريقة تقديم الطعام لا تستهوي الشباب بشكل كبير ليفضلوا عليها بذلك الأماكن القديمة التي تحمل الطابع التراثي البحت".
في مطعمه الصغير الذي تزين سقفه بأغرب أنواع الزينة التي منحته سمة خاصة ليتميز بها، يبدأ أبو محمد عمله كل صباح على أنغام فيروز حيث يعد خلطة العجة السرية كما يصر أن يسميها والتي يتميز بها مطعمه عن غيره إضافة إلى بعض الأكلات الشعبية الأخرى.
يقول أبو محمد" لقد أتقنت مهنة الطبخ في سن ال18 عاما  فقد سافرت إلى لبنان عام 1973 مع خالي ومكثت هناك ما يقارب العام الواحد تمكنت فيه من تعلم الأكلات اللبنانية أثناء عملي في أحد الفنادق حتى أصبحت أتقن معظمها".
وعن الأكلات التي يتميز بها مطعم التيتي يقول، أبو محمد " إن أكثر ما نعتمد عليه في المطعم هو الأكلات الشعبية الفلسطينية وخاصة العجة التي تعتبر الطبق اليومي الأكثر طلبا في المطعم إضافة إلى الأكلات اللبنانية التي قمت بإضافتها إلى قائمة الأكلات بالمطعم مثل الكبيوت واللحمة المطجنة والكواج وغيرها من الأكلات اللبنانية التي تميز بها المطعم والتي يأتي العديد من الزبائن ليأكلو منها."



1 التعليقات: